[table][tr][td:76fd class=nav dir=rtl align=middle]الصغير
[/td][/tr][tr][td:76fd dir=rtl align=right]في الصباح الباكر تساقطت الأمطار.. مازالت حباتها تتساقط فوق جسده الصغير.. أقترب من المكان الذي يقصده.. لم يأت إلي هنا إلا مرات قليلة مع أمه التي منعها المرض من الحضور اليوم.. عندما عرض عليها أن يأتي بدلا منها رفضت في البداية.. ثم وافقت تحت إلحاحه.
- لا تخافي يا أمي..
- يا ابني السوق زحمة وهذه أول مرة تذهب فيها وحدك..
- ابنك كبر.. بقي راجل..
نظرت إليه وهي تحاول أن تبتسم.. تتأمل عوده النحيل وقامته القصيرة وقالت:
- والمدرسة..
رد قائلا:
- ارجع قبل ميعادها.
- لازم تنجح.. عايزاك تتعلم عشان يبقي لك قيمة ومركز في الحياة.. وجد له مكانا بين باعة الخضر والفاكهة.. رفع الغطاء عن بضاعته القليلة.. أصوات الكلاكسات تحدث ضجيجا عاليا.. الزحام شديد.. مئات من البشر يتسابقون لكي يجدوا مكانا لأقدامهم فوق الأرض..
اقتربت إحدي السيدات تتفحص بعناية البضاعة وتسأل عن السعر.. قبل أن يرد رأي الباعة الذين يجلسون حوله يحملون بضائعهم ويندفعون بها مهرولين نحو قطعة أرض فضاء.. ممتلئة بالتراب المختلط بماء المطر.. حتي أن الثمار التي تتساقط يتركونها ويمضون.. يسمع كلمة المرافق تتردد حوله ولا يفهم معناها..
أمه نادته قبل أن يخرج وهي نائمة علي حصيرة قديمة في الغرفة الوحيدة التي يسكنون فيها قائلة:
- تعالي يا ابني.. قرب..
اقترب منها.. رفعت الغطاء البالي الذي لا يدفيء جسدها الواهن.. أخذته إلي صدرها.. تضمه وتدعو له:
- ربنا يحميك ويبعد عنك أولاد الحرام..
لم يبق غيره.. أحد العساكر يقترب منه.. شعر بالخوف رغم أنه لم يفعل شيئا أنه لم يسرق.. لقد جاء لكي يبيع ويشتري بدلا من أمه المريضة.. نهض مسرعا وحمل السبت المصنوع من الجريد الذي يحتوي بضاعته القليلة.. المكان رغم اتساعه مزدحم بمئات من البشر.. السيارات الضخمة والصغيرة تمضي إلي جواره محاولة اختراق الزحام.. انحرفت واحدة نحوه.. جبت السبت من يده.. تشبث به.. سقط معه أمام السيارة فوق الأرض الملوثة بالماء المختلط بالتراب.. مرغما توقف صاحبها... صوت الفرملة أحدث ضجة أفاق عليها الصغير.. نظر حوله في ذهول:
- ماذا حدث.. فين البيض حرك يديه يتحسس بها المكان.. مادة لزجة وصفراء تغطي يديه.. تجمع حوله بعض المارة.
- افسحوا الطريق..
قال هذا وهو يضغط علي الكلاكس.. دموع الصغير تتساقط فوق وجهه وتتدحرج فوق السبت المهروس.. يضرب بيديه فوق خده وهو ينظر إلي بضاعته القليلة المهروسة..
الأصوات تعلو والزحام يشتد.. وعسكري المرور يتلقي التحية من أصحاب الأيدي الخارجة من نوافذ السيارات التي سمح لأصحابها بالمرور..
قال أحد المارة:
ادفع له ثمنه..
شوح صاحب السيارة بيده اليسري الخارجة من النافذة قائلا:
- هو المخطيء.. كان يجب عليه الانتظار حتي أمر أنا أولا..
- حرام.. ساعده بأي حاجة.. اعتبرها حسنة.. ضحكة ساخرة تنبعث من حلقة وتخرج من خلف الزجاج:
- حسنة.. حسنة لله..
أضاف..
- أبعدوه حتي لا أدوسه..
تطوع الرجل وجذب الطفل فقال واقفا فوق قشر البيض المسكور عادت السيارة إلي السير بلونها الأبيض اللامع وقد تلوثت المقدمة البيضاء باللون الأصفر والأحمر مختلطين بالتراب الممتزج بالماء.
نظرات الإشفاق تطل من بعض العيون التي يقف أصحابها يستفسرون عما حدث ثم يمضون في طريقهم.. تتردد علي شفاههم كلمة واحدة:
- غلبان..
إحدي السيدات وقفت أمام الصغير وأخرجت من حقيبة يدها ورقة مالية من فئة الجنيه.. قدمتها إليه لكنه أدار وجهه رافضا بشدة..
أخذته واحدة من الواقفات وعادت بعد لحظات تحمل معه عدة قطع معدنية من فئة الخمسة والعشرون قروش.. وكان هو قد بدأ يتحرك عائدا إلي أمه المريضة وفي يده بعض أعواد من بقايا السبت المهروس.. كان يردد:
- أنت لسه صغير يا بني..
والمرأة التي تحمل الجنيه والقطع المعدنية تحاول اللحاق به..
لوريس منير غالي [/td][/tr][/table]
[/td][/tr][tr][td:76fd dir=rtl align=right]في الصباح الباكر تساقطت الأمطار.. مازالت حباتها تتساقط فوق جسده الصغير.. أقترب من المكان الذي يقصده.. لم يأت إلي هنا إلا مرات قليلة مع أمه التي منعها المرض من الحضور اليوم.. عندما عرض عليها أن يأتي بدلا منها رفضت في البداية.. ثم وافقت تحت إلحاحه.
- لا تخافي يا أمي..
- يا ابني السوق زحمة وهذه أول مرة تذهب فيها وحدك..
- ابنك كبر.. بقي راجل..
نظرت إليه وهي تحاول أن تبتسم.. تتأمل عوده النحيل وقامته القصيرة وقالت:
- والمدرسة..
رد قائلا:
- ارجع قبل ميعادها.
- لازم تنجح.. عايزاك تتعلم عشان يبقي لك قيمة ومركز في الحياة.. وجد له مكانا بين باعة الخضر والفاكهة.. رفع الغطاء عن بضاعته القليلة.. أصوات الكلاكسات تحدث ضجيجا عاليا.. الزحام شديد.. مئات من البشر يتسابقون لكي يجدوا مكانا لأقدامهم فوق الأرض..
اقتربت إحدي السيدات تتفحص بعناية البضاعة وتسأل عن السعر.. قبل أن يرد رأي الباعة الذين يجلسون حوله يحملون بضائعهم ويندفعون بها مهرولين نحو قطعة أرض فضاء.. ممتلئة بالتراب المختلط بماء المطر.. حتي أن الثمار التي تتساقط يتركونها ويمضون.. يسمع كلمة المرافق تتردد حوله ولا يفهم معناها..
أمه نادته قبل أن يخرج وهي نائمة علي حصيرة قديمة في الغرفة الوحيدة التي يسكنون فيها قائلة:
- تعالي يا ابني.. قرب..
اقترب منها.. رفعت الغطاء البالي الذي لا يدفيء جسدها الواهن.. أخذته إلي صدرها.. تضمه وتدعو له:
- ربنا يحميك ويبعد عنك أولاد الحرام..
لم يبق غيره.. أحد العساكر يقترب منه.. شعر بالخوف رغم أنه لم يفعل شيئا أنه لم يسرق.. لقد جاء لكي يبيع ويشتري بدلا من أمه المريضة.. نهض مسرعا وحمل السبت المصنوع من الجريد الذي يحتوي بضاعته القليلة.. المكان رغم اتساعه مزدحم بمئات من البشر.. السيارات الضخمة والصغيرة تمضي إلي جواره محاولة اختراق الزحام.. انحرفت واحدة نحوه.. جبت السبت من يده.. تشبث به.. سقط معه أمام السيارة فوق الأرض الملوثة بالماء المختلط بالتراب.. مرغما توقف صاحبها... صوت الفرملة أحدث ضجة أفاق عليها الصغير.. نظر حوله في ذهول:
- ماذا حدث.. فين البيض حرك يديه يتحسس بها المكان.. مادة لزجة وصفراء تغطي يديه.. تجمع حوله بعض المارة.
- افسحوا الطريق..
قال هذا وهو يضغط علي الكلاكس.. دموع الصغير تتساقط فوق وجهه وتتدحرج فوق السبت المهروس.. يضرب بيديه فوق خده وهو ينظر إلي بضاعته القليلة المهروسة..
الأصوات تعلو والزحام يشتد.. وعسكري المرور يتلقي التحية من أصحاب الأيدي الخارجة من نوافذ السيارات التي سمح لأصحابها بالمرور..
قال أحد المارة:
ادفع له ثمنه..
شوح صاحب السيارة بيده اليسري الخارجة من النافذة قائلا:
- هو المخطيء.. كان يجب عليه الانتظار حتي أمر أنا أولا..
- حرام.. ساعده بأي حاجة.. اعتبرها حسنة.. ضحكة ساخرة تنبعث من حلقة وتخرج من خلف الزجاج:
- حسنة.. حسنة لله..
أضاف..
- أبعدوه حتي لا أدوسه..
تطوع الرجل وجذب الطفل فقال واقفا فوق قشر البيض المسكور عادت السيارة إلي السير بلونها الأبيض اللامع وقد تلوثت المقدمة البيضاء باللون الأصفر والأحمر مختلطين بالتراب الممتزج بالماء.
نظرات الإشفاق تطل من بعض العيون التي يقف أصحابها يستفسرون عما حدث ثم يمضون في طريقهم.. تتردد علي شفاههم كلمة واحدة:
- غلبان..
إحدي السيدات وقفت أمام الصغير وأخرجت من حقيبة يدها ورقة مالية من فئة الجنيه.. قدمتها إليه لكنه أدار وجهه رافضا بشدة..
أخذته واحدة من الواقفات وعادت بعد لحظات تحمل معه عدة قطع معدنية من فئة الخمسة والعشرون قروش.. وكان هو قد بدأ يتحرك عائدا إلي أمه المريضة وفي يده بعض أعواد من بقايا السبت المهروس.. كان يردد:
- أنت لسه صغير يا بني..
والمرأة التي تحمل الجنيه والقطع المعدنية تحاول اللحاق به..
لوريس منير غالي [/td][/tr][/table]
الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 3:03 pm من طرف اسامه حمدى
» هاى شباب انا احمد صديق جديد
السبت أغسطس 15, 2009 5:28 am من طرف محمد المصري
» سكاى نت عربى
السبت أغسطس 08, 2009 7:12 pm من طرف زائر
» اعترافات زوج
الخميس أغسطس 06, 2009 7:27 pm من طرف محمد المصري
» حصريــا : فيلم 1000 مبروك :: تصوير سينما عالي الجودة (( HQ.Cam ))
الخميس أغسطس 06, 2009 7:21 pm من طرف محمد المصري
» وفاه لاعب في مباراه
الأربعاء يوليو 29, 2009 2:05 pm من طرف خالدابوعاشور
» هام للاعضاء من مدير المنتدي
الجمعة يونيو 19, 2009 12:47 am من طرف خالدابوعاشور
» ماهو رأيكم برجل يبكي من اجل الحب ..؟
الجمعة مايو 08, 2009 4:17 pm من طرف زائر
» ممكن تدخل وتجاوب على سؤالى بس ياريت بصراحه !!!!!!!!
السبت مايو 02, 2009 5:37 pm من طرف زائر